موضوع: الحلقة التاسعة من مذكرااااااات تائب الثلاثاء مارس 31, 2009 9:04 am
أول ما دخلت قلت :السلام عليكم نظرت إلىّ وأغلقتِ المصحف الشريف سألتها... هل من إفطار لنا....؟؟ أومأتْ برأْسها..... وخرجتْ....بسرعة السلحفاة...متجهةً إلى المطبخ انتظرتها...جالساً في صالة البيت... جاءت بالتونة والزيتون وبقية عائلتهما السيدة جبنه والسيدة قشطه...!! ولا يهون السيد شاي... إذ لا يطيب لنا الإفطار من دون هذا الحبيب شاي.. تناولتُ بعض حبات الزيتون.... وبرومانسية... قالت : أختي ذهبت أمس وزوجها إلى منتزه المرسى... و تقول بأنه رااائع...!! وقد قضت هي وزوجها وقتاً جميلاً هناك... ما رأيك لو تناولنا العشاء فيه هذه الليلة..؟ قلت : لها ساخراً.. إن شاء الله يكون خير... أردفتْ قائلةً عقبال ذهاب نورة بصحبتنا... قلت : نورة ؟..من نورة هذه..!؟ قالت : مبتسمةً : ابنتنا يا حبيبي.... قلت : ولماذا نوره بالذات...؟؟ قالت : على اسم أمي حبيبتي..ألديك مانع..؟ قلت :لي مانع...؟ وهل عندي أعز.. من اسم حماتي الغالية..؟يا صبرك يا أرض ..قلتها في نفسي... أنا لو يأتيني عشر من البنات... لأسميتهم على اسم حماتي... أنا عندي أغلى من حماتي وأنسابي..؟ الذين أعطوني هذه الدرة المكنونة...؟؟ أكملنا..إفطارنا على إيقاع وترانيم... مثل هذه الأحاديث..الشيقة... حمدتُ الله وشكرته بعد ما انتهيت من إفطاري.. دخلتُ الغرفة ...ودَخَلَتْ وراءي كالطاووس... سألتني بلهفة المشتاق... متى سنذهب إلى المرسى...؟ (المرسى لمن لا يعرفه هو مطعم كبير ومفتوح على الدائري قرب مخرج-10... بس ما أنصح أحد يروح له) جاوبتُها : متسائلاً ومشمئزاً... بعد أن مسحت بيدي على سطح الطاولة....ألا ترين هذا الغبار..؟ يتخيل إلىّ بأن أثاث الغرفة يريد أن يصرخ بأعلى صوته ويقول...ارحموني ونظفوني... ضحكت ببلاهة... وقالت :إذن سيكون هذا آخرُ الزمان..! قلت : في نفسي بل آخر الزمان أن تكوني امرأة... قالت : الآن سأُدْخِلُ(ياني>تقصد الخادمة) وسأجعلها تنظف الغرفةَ تماماً... قلت : أنا لا أسمح للخادمة... بدخول غرفتي أبداً... قالت : باستياء واضح.... حاضر...اللهم أعنِّي على تنظيفها...!! خرجتُ من الغرفة... واتجهتُ إلى حيثُ أمي... وجدتُها... تستمع إلى إذاعة القرآن الكريم كعادتها.. لا حرمني الله منها ومن عادتها... قبلتُ رأسها ويديها وجلستُ..بقربها... بادرتني بسؤالها.... لماذا لم تصلِّ الفجر في المسجد...؟ قلت بل صليت يا أمي.... قالت: لم أسمع صوت الباب...!! قلت : لقد خرجتُ ودخلت من الباب الخلفي..!! قالت : يا بنيَّ لن ينفعك إلا صلاتك.. فالله...الله..في الصلاة.. قبلتُ رأسها وقلت أدعي لنا يا أمي لا حرمنا الله منكِ... قالت داعية لي : الله يسخر لك العبيد العاصية.. والجبال الراسية والمرأة الخاشعة.. والذرية الصالحة... قلت : آآمين..آآمين... قالت : كيفك ياولدي أنت وأم مقبل...؟؟ قلت : الحمد لله بأحسن حال.. قالت : يا وليدي المرأة لا بدأن توجهها كل يوم.. النساء يا ولدي عقولهم رجالهم... ولو أتى يوم غفلت به عن زوجتك... فسترى أثر ذلك واضحاً.. شكرتها وقبلت رأسها... وقلتُ : الحمد لله أنا وزوجتي بأحسن حال.. و ما عندنا أي خلاف... جاوبتني بصوتٍ يشبه الإنشاد.. : لا تسأل العريس غب عرسه...!! اسأله إلى دار عليه الحول...!! قبلت ُ رأس أمي وخرجتُ متجهاً إلى....لا أدري...لاأدري...إلى أين...؟ ركبتُ سيارتي... وأَدرتُ محركها...وانطلقتُ..... أخذتُ أفكر في كلام والدتي... وقولها...لا تسأل العريس غب(أي بعد) عرسه.... اسأله إلى دار عليه الحول... ...نعم...اسأله إلى دار عليه الحول... يا تُرى بعد سنة من الآن كيف سيكون عليه حالي مع هذه المرأة..؟؟ هل ما تزال على ذمتي... هل طلقتها..هل انسجمتُ معها.. يراودني شعور قوي..باستباق الأحداث... ومعرفة ماذا ستفعل الأيام بمستقبلي...؟؟ ولكن هيهات هيهات.. فالله لحكمة يعلمها قد جعل كل شيء بأوان... سبحان الله لقد خلقنا الإنسان في كبد... فدروس الحياة لن تأتيك على طبق من ذهب... بل لابد أن تكتوي بنار التجربة.. قبل أن تأخذ الدرس...!! ...والتجربة..هي الدرس الوحيد.. الذي نأخذه بعد الامتحان...!! سبحانك ربي...!! قطع أفكاري..صوت جوالي.. كانت خالتي أم إبراهيم... بعد السلام والتحية... أخبرتني عن عطل أصاب ثلاجة منزلها... وعدتها خيراً.. ذهبت إلى فني كهربائي... وأخذتُه معي... كان العطل بسيطاً... أخذ العامل أُجْرَتَهُ....وانصرف.. دعتني خالتي لتناول القهوة.. جاءت بالقهوة..التي تجيدُ صنعها... تناولنا القهوة... وتحدثنا في مختلف الأحاديث... كانت ثقافة خالتي عاليةُ ُ جداً... وكان مايميز ثقافتها... هو كمية الوعي الذي ترتكز عليه هذه الثقافة... فمنذ وعيتُ على الدنيا... وأنا أرى خالتي تستغل وقت فراغها في القراءة... أوفي الاستماع لإذاعة القرآن الكريم.. أثناء قيامها بأعمال المنزل... فكرت في نفسي...ليتها كانت تَحِلُ لي.. لتزوجتها حتى لو كان معها عشرةُ ُمن الأبناء...!! ولا تعجبي يا نفسُ من ذلك..!! فأنا أريدُ أن أتزوجَ عقلاً وروحاً...لا جسداً...!! فالعلاقة الخاصة لا طعم لها دون اقتناع العقل..!! ولن تكتمل إلا به.... استأذنتُ من خالتي.. وودعتها شاكراً على أمل اللقاء بها قريباً... وصلتُ إلى منزلي....أو قفتُ سيارت