فتاه تنجو بعد سقوطها من الدور الرابع عشر
--------------------------------------------------------------------------------
روت الطفلة الباكستانية إيلاف، الناجية من برج الإسكان في شارع الستين، أمس الأول، بعد سقوطها من الطابق الرابع عشر، روت حكايتها أمس لـ«عكاظ» من غرفتها في مستشفى بخش، وقالت إنها كانت في غرفتها بالشقة بعد أن تلقت نصائح مشددة من والدها بالتزام الهدوء وعدم الاقتراب من الشرفات..تعودت دائما الوقوف على النافذة المطلة من غرفتي على الشارع، كان والدي غادر إلى المصعد في طريقه لزيارة والدتي في المستشفى، اقتربت أكثر من النافذة لأراقب أبي وهو يغادر إلى سيارته، نظرت إلى أسفل ورأيت كل شيء على غير حجمه الطبيعي، السيارات صغيرة للغاية والمارة مثل أسراب العصافير الصغيرة، ظللت أراقب خروج والدي من بوابة البرج حتى شعرت بدوار عنيف، اظلمت الدنيا أمام عيني، وشعرت للحظات أنني أحلق في الفضاء مثل العصفور، عبرت الطوابق العليا وأنا أصرخ من الرعب، شعرت أنها نهايتي، تذكرت أمي المريضة ووالدي الذي أحكم باب الشقة وخرج مودعا، كانت الثواني القليلة التي أمضيتها بين الفضاء والأرض أطول من كل سنوات عمري، ظللت أفكر ما سيحدث لي حال وصولي إلى الأرض، في ثوان هويت بعنف على جسم معدني، لحسن الحظ كانت سيارة متوقفة أسفل البرج، صرخت وبكيت ونهضت مسرعة وركضت إلى مدخل العمارة، شعرت بآلام حادة، وجلست أبكي والدماء تنزف من جسدي والتف حولى أناس كثيرون، لمحت والدي بينهم يحيطني بدفئه ويبكي معي.
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/...02/l30-big.jpg تقول الصغيرة إيلاف ذات التسعة أعوام، إنها عاشت تجارب صعبة في البرج السكني العالي، ولكنها لم تخض تجربة مثل هذه، إذ سبق أن أحتجزت داخل المصعد، وتم إجلاؤها بسلام، وهو الأمر الذي يشير إليه والدها عبدالعزيز .. منذ ذلك الوقت أصيبت ابنتي بعقدة كبيرة من مصاعد المبنى.
يذكر الدكتورعبدالله سالم عمير، استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير في مستشفى بخش، الطبيب المتابع لحالة الصغيرة إيلاف أن الصبية الناجية من الطابق الرابع عشر ترتعب فزعا وخوفا من الحقن والإبر الطبية، وهي التي خاضت تجربة السقوط من برج شاهق البناء، وأمس خضعت لعملية رتق وخياطة جرح في بطنها من الناحية اليسرى، وعادت إلى غرفتها، ومن المتوقع مغادرتها المستشفى خلال يومين عائدة إلى شقتها في الطابق الرابع عشر من البرج، بعد أن تم التأكد من عدم وجود نزيف داخلي أو كسور، ما تحتاجه إيلاف حاليا إخراج الهواء من قفصها الصدري