منتدى الزعيم
منتدى الزعيم
منتدى الزعيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الزعيم لجميع الاحباب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتدى الزعيم لجميع الزعماء والاحباب
سجل بالمنتدى وضع فقط 60 موضوعا تصبح مشرفا على احد الافسام وكل ما زادت مواضيعك تعلو مرتبتك بالمنتدى

 

 نصف إنسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الزعيم
Admin
الزعيم



نصف إنسان Empty
مُساهمةموضوع: نصف إنسان   نصف إنسان Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 07, 2009 7:56 am

نصف إنسان
---------------------------


السلام عليكم



لو سألته.. ما رأيك في السكون والأجواء الهادئة الحالمة؟.. لتبدلت ملامحه والتقى حاجباه في تفكير عميق, وقال بانه لا يحب السكون, فهو انذار بالعاصفة! وان عاجلته متسائلا عن رأيه في العواصف والأعاصير, لعاد حاجباه الى رسمهما الجميل, وانفرجت شفتاه عن ابتسامة مرتاحة مجيبا بان العاصفة بشير بالخلاص والراحة..!
كذلك كان منهجه, ونظرته للحياة. وهكذا أحبه اصدقاؤه الذين ما ان تتكشف لهم غرابة منطقة حتى يربطهم به رابط قوي.. يمتد ما بين اقواله وعمق اللاشعور بداخلهم!.
كان من النوع الذي تشي ابتسامته وحروفه الضاحكة الحادة في مغزاها, عن عبقرية يصعب عليك الوصول اليها ومجاراتها. وتجد انك ـ برغم جلوسك قربه وممازحتك له ـ ماتزال منكمشا ومتحفظا منه بعض الشيء. حيث يراودك الشعور بانه يتربع على كرسي عال من التميز بينما تظل انت متكورا بجانبه.. ترفع عينيك بصعوبة الى حيث يجلس.. ينازعك شعور السعادة بما يجزل عليك به من حديث واهتمام والاحساس في الوقت ذاته بعدم الرضا بمذلة الجلوس في مستوى يقل عنه!.
الا انني لم يفتني ان المح بين صوره الغريبة المعقدة صورة تنبض بوميض حزين. وتوحي ألوانها الداكنة الواجمة بتاريخ أليم. في كل مرة استرق النظر الى تلك الصورة اثناء انشغاله بالحديث والضحك مع رفاقه, أشعر بانها تطالعني برجاء متوسطل. فأدرك في أعماقي, أن "أنجل" (1) الفعلي المتخفي, يعاني ألما عميقا ووحدة قاتلة!.
ظللت اصارع تخوفي من مصارحته والارتفاع الى كرسيه, اياما طوالا, حتى صرعت خوفي.. وعزمت على مساعدته, بالتعرف على حقيقة معاناته. وفي يوم السبت لم أتجه الى محاضرة الساعة العاشرة, بل توجهت إلى محل جلوسه المعهود في مبنى مجاور. وصدق ظني, اذ وجدته يجلس منفردا كحاله تلك الساعة من كل سبت, بين يديه وجدت كتابا, ما اسعفتني لغتي الانجليزية في فهم عنوانه.. لمحني أدقق النظر في كتابه, فازاحه جانبا..
ـ انه كتاب ممتع جدا, عن حرب خيالية جميلة تحدد نهاية العالم!.
وبرغم اعتيادي على أسلوبه الا انني لم أتحمل وصفة الحرب بـ "جميلة"!..
ـ الحرب لا يمكن ان تكون جميلة, قلت له بضيق!.
هز كتفيه وكأنه يشرح أمرا بديهيا .
ـ الحرب راحة.. الناس فيها أحياء أم أموات.. قاتل أم مقتول.. منتصر أم خاسر. هي وضع للنقاط على الحروف, وصنع النهاية بيديك! أما حياة الانتظار التي نعيشها, فهي البشاعة والقلق بعينه. تأمل في حال أي بشر على الكرة الارضية تجده يتصنع البهجة والسعادة والابتسامة.. لكنه يدرك كونه رهن حرب قد يفجر واقعها حياته أي لحظة!.
ثم انفرجت شفتاه عن ابتسامة واسعة, وهو يدرك مدى غرابة كلماته بالنسبة لي! لكنني في حقيقة الأمر كنت اتهيأ لتصويب سهامي على الهدف..
ـ اذن انت تعني.. أن الناس: أنا وانت.. نتصنع السعادة.. نتصنع الابتسامة؟!!
جمدت قسماته لحظة لم تدم طويلا اذ وجه اهتمامه صوب زجاجتي العصير في يدي.. ضحك وهو يشير اليهما..
ـ لا بأس عليك يا أبا التصاميم والهندسة! زجاجتي عصير مرة واحدة..!
فقدمت له الزجاجة الثانية وطالعته بنظرات ذات مغزى, أعني بها تجاهله الاجابة على سؤال. أشرت عليه بالخروج الى الساحة المظللة خارة المبنى وللمرة الأولى خلال سنتي معرفتي به اذعن لطلبي وخرج معي الى الساحة طائعا وقد فارقته ابتسامته وهامت عيناه في دنيا اجهل تفاصيلها الا اني صرت أمتلك في حوزتي حلا لرموز طالما حملها "انجل" واستعصى على فهمها.. الا وهي "التصنع"!.
ما إن توسطنا الساحة المقابلة للمبنى حتى تهاوى "أنجل" على الأرض متربعا ومتجاهلا الغبار الذي يملأ الأرجاء دعاني للجلوس منتفضا من حالة وجومه, وتهيأ لالقاء واحدة من نكاته الفريدة من نوعها! لم استجب له وقفت في مكاني اطالعه بحزم واصرار..
ـ "أنجل"!.
وصمت قليلا اعالج نبرات صوتي التي عكست اضطراب نفسي فكانت مرتفعة قليلا:
ـ بالله عليك.. قل لي! من أنت؟!! من هو "انجل" هذا؟..
ـ للحظة كنت أخشى ان تتفجر في اذناي إحدى ضحكاته الساخرة أو ان ترتفع يده تقيس حرارة جبيني كما هي حاله عندما تعكس تعليقات أحد الشباب ضربا من الجنون.. الا انه أشاح بوجهه عني وماجت عيناه بين الزحام.. عندما تحدث, أتاني صوته جافا جفاف الصحارى وخشنا خشونة رمالها..
ـ أليس عندك محاضرة الآن؟!!.
عاجلته بغضب لم يتجاوز أحرفي..
ـ انت تتجاهل أسئلتي!.
نهض فجأة واستدار بعصبية ليواجهني.. كانت عيناه شديدتي الاحمرار حين اقترب مني ممسكا بتلابيب ثوبي..
ـ انت تنكأ جروحي..!!!
صرخت فيه بعناد وانا اخلص نفسي من قبضته..
ـ لست من أولئك الذين تجمعهم حولك فيسكنون جروحك! لم تخدعني بتصنعك يا "أنجل".. انت تفيض بالجراح وأريد ان اساعدك في مداواتها!!.
وكأنما صدمته كلماتي فنقلته الى غيوبة ظل خلالها مفتوح العينين وعاد لجلسته من جديد. جلست في مواجهته وجعلت اتتبع تنقل عينيه.
حينما تحدث من جديد أتى صوته بعيدا.. خفيضا.. يفيض بالآلام.
"كنت مغفلا.. أحمقا.. تلك الليلة! ظننت الدنيا تضحك لي, والطرق تحتضنني انا وتوأمي.. فيص ـ "فيصل"! كنا في طريقنا الى المستقبل بسيارة محملة بالحقائب والكتب.. وأطعمة أصرت والدتي علينا بأخذها لأننا لن نجد مثلها في الخارج.. وكانت أمريكا تنتظرنا بشوق, هكذا جعلتنا السعادة نعتقد! كنا نخطط لدراستنا الجامعية التي سبندأها في غضون اسابيع قليلة!!.
"آه, أكاد أسمع ضحكاتنا.. نحن نخطط لبرنامج حياتنا الجديدة.. أين سنأكل, أين سنذهب.. أي دورات سنلتحق بها.. وكيف سنكون, توأم الموسم, حين نعود لأهلنا من جديد!.
"ليتني أدركت حينها ان السعادة ليست الا نذيرا بالحزن. لأبكي, بدلا من الضحكة الرنانة التي اطلقتها وانا اطالع أخي اذكره بضرورة التحاقنا بدورة لتعلم التخاطر بالأفكار.. كي نتبادل الاجابات ونحن في قاعات الامتحان! كنت غارقا في الضحك حتى رأسي, فاذا بعجلة القيادة تنحرف الى اليسار.. الى خط السيارات القادمة.. ووضعت أخي في واجهة الخطر.. و... استيقظت لأجد نفسي وحيدا دون.. "فيصل" نصف انسان!!.
"هل تدرك يا بندر" أي حياة يعيشها نصف الانسان؟! انه يفكر بنصف عقل.. ويسير بنصف جسد.. ولكنه حي.. وبذلك يعيش بقلب كامل يمده بالآلام ليل نهار! انه يعيش ابد الدهر يبكي نصفه الآخر.. وحين يختنق فانه لا يجد رئة أخرى يتنشق عبرها الهواء بحرية!..
"كلما نظروا الي في المنزل.. انتبهوا للنقص.. وفاضت عيونهم بالدمع حزنا على النصف الآخر الذي أعكس صورته تماما! يتصنعون الرضى, يتصنعون القناعة والابتسامة.. لكنهم ما ان يروني حتى يروا شبحا للنصف الآخر ويعودوا لسابق حالهم وانا هجرت المرآة, هجرت غرفتي.. صوري.. نفسي ـ".
من بعيد تعالت نداءات الشباب الضاحكة, وهم يتندرون بشكلي انا و"انجل" وجلوسنا وسط الساحة المليئة بالغبار ـ على حد قولهم ـ كجذعين منتصبين وسط الصحراء. لم يكلف "انجل" نفسه بالنظر اليهم الا انه تعجل انهاء حديثه.
ـ أكره النهايات المفتوحة وانصاف الحلول. أكره الانسان النصف الذي هو انا..
ثم أطرق مفكرا.. وحين أحاط بنا الشباب وضحكاتهم تملأ المكان, ظهرت على وجه علمات الضيق والملل ولمحة من الاشمئزاز.. وما لبث ان نهض مسرعا, وكأنه ينتوي شيئا. ألم بي الخوف, فعدوت خلفه..
ـ يا "أنجل", أنت شاب مؤمن.. تذكر ربك ورحمته. لا تقدم على أفعال قد ـ
فقاطعني ببسمة عذبة, وربت على ظهري..
ـ هون كليك يا رجل.. قد أكون متألما وغريب الأطوار.. لكنني لم اصبح مجنونا بعد!.
ثم عاد يسرع في خطاه, وسبقني بعدة أمتار. توقف فجأة ثم استدار عائدا الي. صافحني محتضنا كفي بدفء وقوة, اشعرتني بانه قد ضمني اليه..
ـ انت انسان عنيد!.
قالها ثم جرى مبتعدا, وانا اتبعه بذهول من بين الزحام سمعته يصرخ قائلا:
ـ والدنيا بحاجة الى من يقهرها!.
واختفى.. لم أره بعدها ولم أجد رقم هاتفه أو عنوان منزله عند أي من الشباب الذين كانوا يرافقونه دائما, ويبادلونه الحديث والضحك..
رأيته يوما, في المنام متشبثا بصخور جبل شاهق الارتفاع يحاول الصعود باصرار وعرق يلتمع على جبينه تحت أشعة الشمس الساطعة, ما ان هتفت باسمه حتى تلاشت صورته وطالعتني جدران حجرتي المظلمة بجمود وصمت فاسرعت الى حاسوبي وطبعت رسالة طويلة اشرح فيها حرصي على الوصول الى "أنجل" ثم بعثتها الى خمسين شابا من الذين اعرف عناوينهم الالكترونية طالبا منهم تحويل الرسالة الى كل العناوين التي يحوزتهم.. فلعل وعسى! ومرت السنين.. تخرجت من الجامعة وانتقلت الى الخارج لاتمام دراسة الماجستير,.. وكذت ان انساه! الا انني في احدى الليالي وجدت اسمه يلتمع على شاشة حاسوبي. احتبست انفاسي وانا افتح رسالته كانت مطبوعة باللغة العربية.
"الى الرجل العنيد.." ابوالتصاميم والهندسة.. بندر,
أتمنى ان لا يكون عنادك سببا في تخلفك عن الحفل الذي سيقام على شرفك في ولاية قريبة بمناسبة انشاء "فيصل": أول آلة بحث عربية على الانترنت والتي يمكنها حتى الآن البحث في ستين مليون موقع معنون بالأحرف العربية, خلال ثوان معدودة.. (يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات عن "فيصل" لدى العنوان المذكور ادناه)!.
ارجو منك تحديد الفترة التي تناسبك خلال الاسابيع القادمة ليتم تثبيت موعد الحفل وستجد ادناه رقمك الخاص الذي يمكنك من خلاله الحصول على تذكرة السفر والتعرف على مكان اقامة الحفل.. وارسال استفساراتك ملحوظة: تتبعت ابحاثك ومنشوراتك ومسيرتك العلمية! شركتنا بحاجة الى تصاميمك الفريدة من نوعها.. و"فيصل" بحاجة الى دعم من كان السبب في احيائه !.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نصف إنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الزعيم  :: منتديات المعلومات :: مجلس الشعر والادب-
انتقل الى: